الشّعرُ ديوانُ العَربْ
فعْلُن..
فعولُن..
فاعِلُن..
هذا هو التّاريخُ..
تاريخُ العَربْ
هُم يقرؤون ويكتبونَ..
بلا سَببْ
يتكاثرونَ..
ويُقتلونَ بلا سببْ
يتخاصمونَ بلا سببْ
يتصالحونَ بلا سببْ
هذا هو التّاريخُ..
تاريخُ العربْ
الشّعرُ ميدانُ العربْ
كلُّ الحروبِ هنا..
تدورُ على الدّفاترِ والكُتبْ
الضربةُ الأولى..
تُنفّذُ بالقصائدِ والخُطبْ
والنّصرُ..
يُعلنُ بالقصائدِ والخُطبْ
وتَزولُ 'إسرائيلُ' عن وجهِ الخريطةِ..
بالقصائدِ والخُطبْ
فيصّفقُ الجّمهورُ..
للدّجلِ المُقفّى..
والكذِبْ
ويغادرونَ إلى منازلهم..
سكارى بالكذِبْ
يتهالكونَ على الأسرّةِ..
يحلمونَ بدولةٍ حسبَ الطّلبْ
وبأمّةٍ حسب الطّلبْ
وإذا الصّباحُ أتى..
وطارتْ سكرةُ الكلماتِ..
تنكشفُ الحُجبْ
عن جثّةِ الوطنِ الكبيرِ..
المُغتصَبْ
فالحربُ..
كلُّ الحربِ كانت لعبةً..
والنّاسُ..
كلُّ الناسِ كانوا كاللُعبْ
والنّصرُ كان هزيمةً..
وقعتْ ككلِّ هزائمِ الوطنِ الكبيرِ..
بلا سببْ
لم ينتصر أحدٌ..
سوى أهل الفصاحةِ والأدبْ
كانوا على كلِّ المنابرِ..
يقرؤون ويكتبونَ..
بلا سببْ
ويثرثرونَ ويصرخونَ..
بلا سببْ
كانوا دجاجاتٍ تبيضُ لنا الذّهبْ
هذا أدانَ..
وذا شجبْ
واستلَّ سيفاً من خشبْ
ومضى إلى ساحِ الجّهادِ..
على جوادٍ من خشبْ
نزفَ الكثيرَ من الدّماءِ..
ولمْ يُصبْ
نالَ الشّهادة عشرَ مرّاتٍ..
وأيضاً لمْ يُصبْ
وأزالَ 'إسرائيلَ' عن وجهِ الخريطةِ..
ثم عادَ منَ القتالِ..
كما ذهبْ
وعلى الخريطةِ..
كانَ جيشُ الرّومِ يزحفُ..
والعَربْ
كانتْ فلولُ جيوشهمْ..
تُلقي السّلاحَ على مشارفِ تل أبيبَ..
وتنسَحبْ
لا تسألوني ما السببْ
لا تسألوني ما السببْ
هذا هو التّاريخُ..
تاريخُ العربْ
لا تسألوني..
لستُ أعلمُ ما السّببْ
إنّي كتبتُ قصائدي مثل الجميعِ..
بلا سببْ
وقرأتها مثل الجميعِ..
بلا سببْ
أدركتُ أنّي شاعرٌ..
والشّعرُ في الوطنِ الكبيرِ..
' بضاعةٌ مجبورةٌ ولها طلبْ '
فركبتُ بحرَ الشّعرِ..
قرصاناً كمنْ قبلي ركِبْ
ووثبتُ فوقَ منابرِ الكلماتِ..
جنّياً كمن قبلي وثبْ
علّقتُ في صدري نياشيني وأوسمتي..
و علّقتُ الرُتبْ
أشهرتُ سيفاً من خشبْ
ناديتُ..
إنَّ ' السّيفَ أصدقُ..'..
صفّقَ الجّمهور لي..
لكّنَ شيئاً غامضاً من داخلي..
نادى بأعلى صوتهِ..
هذا كذِبْ
ناديتُ..
يا 'بيضَ الصفائحِ..'..
صاح بي..
هذا كذِبْ
ناديتُ..
يا 'فتحَ الفتوحِ...'..
فصاحَ بي..
هذا كذِبْ
فبصقتُ فوقَ قصائدي..
وكسرتُ أقلامي..
ومزّقتُ الدّفاتر والكُتبْ
وهربتُ..
لا أدري إلى أينَ الهربْ
إنّ العيونَ جميعها كانت تلاحقني..
وفي أحداقها كالنّارِ يشتعلُ الغضبْ
كانتُ وجوهُ النّاسِ تصرخُ بي..
وتسألُ..ما السببْ ؟
و الليلُ يجثمُ فوقَ أضلاعي ويسألُ..
ما السببْ ؟
و الرّيحُ تصفعني على وجهي وتسألُ..
ما السببْ ؟
و الرعدُ يجلدني على ظهري ويسألُ..
ما السبب ؟
فسقطتُ في الصّحراءِ مغشيَاً عليّ..
ولمْ أُجبْ
لا تسألوني ما السبب..
لا تسألوني ما السببْ..
هذا هو التّاريخُ..
تاريخُ العربْ
قلم / إبراهيم طيار
فعْلُن..
فعولُن..
فاعِلُن..
هذا هو التّاريخُ..
تاريخُ العَربْ
هُم يقرؤون ويكتبونَ..
بلا سَببْ
يتكاثرونَ..
ويُقتلونَ بلا سببْ
يتخاصمونَ بلا سببْ
يتصالحونَ بلا سببْ
هذا هو التّاريخُ..
تاريخُ العربْ
الشّعرُ ميدانُ العربْ
كلُّ الحروبِ هنا..
تدورُ على الدّفاترِ والكُتبْ
الضربةُ الأولى..
تُنفّذُ بالقصائدِ والخُطبْ
والنّصرُ..
يُعلنُ بالقصائدِ والخُطبْ
وتَزولُ 'إسرائيلُ' عن وجهِ الخريطةِ..
بالقصائدِ والخُطبْ
فيصّفقُ الجّمهورُ..
للدّجلِ المُقفّى..
والكذِبْ
ويغادرونَ إلى منازلهم..
سكارى بالكذِبْ
يتهالكونَ على الأسرّةِ..
يحلمونَ بدولةٍ حسبَ الطّلبْ
وبأمّةٍ حسب الطّلبْ
وإذا الصّباحُ أتى..
وطارتْ سكرةُ الكلماتِ..
تنكشفُ الحُجبْ
عن جثّةِ الوطنِ الكبيرِ..
المُغتصَبْ
فالحربُ..
كلُّ الحربِ كانت لعبةً..
والنّاسُ..
كلُّ الناسِ كانوا كاللُعبْ
والنّصرُ كان هزيمةً..
وقعتْ ككلِّ هزائمِ الوطنِ الكبيرِ..
بلا سببْ
لم ينتصر أحدٌ..
سوى أهل الفصاحةِ والأدبْ
كانوا على كلِّ المنابرِ..
يقرؤون ويكتبونَ..
بلا سببْ
ويثرثرونَ ويصرخونَ..
بلا سببْ
كانوا دجاجاتٍ تبيضُ لنا الذّهبْ
هذا أدانَ..
وذا شجبْ
واستلَّ سيفاً من خشبْ
ومضى إلى ساحِ الجّهادِ..
على جوادٍ من خشبْ
نزفَ الكثيرَ من الدّماءِ..
ولمْ يُصبْ
نالَ الشّهادة عشرَ مرّاتٍ..
وأيضاً لمْ يُصبْ
وأزالَ 'إسرائيلَ' عن وجهِ الخريطةِ..
ثم عادَ منَ القتالِ..
كما ذهبْ
وعلى الخريطةِ..
كانَ جيشُ الرّومِ يزحفُ..
والعَربْ
كانتْ فلولُ جيوشهمْ..
تُلقي السّلاحَ على مشارفِ تل أبيبَ..
وتنسَحبْ
لا تسألوني ما السببْ
لا تسألوني ما السببْ
هذا هو التّاريخُ..
تاريخُ العربْ
لا تسألوني..
لستُ أعلمُ ما السّببْ
إنّي كتبتُ قصائدي مثل الجميعِ..
بلا سببْ
وقرأتها مثل الجميعِ..
بلا سببْ
أدركتُ أنّي شاعرٌ..
والشّعرُ في الوطنِ الكبيرِ..
' بضاعةٌ مجبورةٌ ولها طلبْ '
فركبتُ بحرَ الشّعرِ..
قرصاناً كمنْ قبلي ركِبْ
ووثبتُ فوقَ منابرِ الكلماتِ..
جنّياً كمن قبلي وثبْ
علّقتُ في صدري نياشيني وأوسمتي..
و علّقتُ الرُتبْ
أشهرتُ سيفاً من خشبْ
ناديتُ..
إنَّ ' السّيفَ أصدقُ..'..
صفّقَ الجّمهور لي..
لكّنَ شيئاً غامضاً من داخلي..
نادى بأعلى صوتهِ..
هذا كذِبْ
ناديتُ..
يا 'بيضَ الصفائحِ..'..
صاح بي..
هذا كذِبْ
ناديتُ..
يا 'فتحَ الفتوحِ...'..
فصاحَ بي..
هذا كذِبْ
فبصقتُ فوقَ قصائدي..
وكسرتُ أقلامي..
ومزّقتُ الدّفاتر والكُتبْ
وهربتُ..
لا أدري إلى أينَ الهربْ
إنّ العيونَ جميعها كانت تلاحقني..
وفي أحداقها كالنّارِ يشتعلُ الغضبْ
كانتُ وجوهُ النّاسِ تصرخُ بي..
وتسألُ..ما السببْ ؟
و الليلُ يجثمُ فوقَ أضلاعي ويسألُ..
ما السببْ ؟
و الرّيحُ تصفعني على وجهي وتسألُ..
ما السببْ ؟
و الرعدُ يجلدني على ظهري ويسألُ..
ما السبب ؟
فسقطتُ في الصّحراءِ مغشيَاً عليّ..
ولمْ أُجبْ
لا تسألوني ما السبب..
لا تسألوني ما السببْ..
هذا هو التّاريخُ..
تاريخُ العربْ
قلم / إبراهيم طيار