ذهب أمير إلى شاطئ البحر ؛ فرأى صيادا بيده سمكة كبيرة طازجة ، أعجب الأمير منظر السمكة فطلبها من الصياد ، قال الصياد : أبيعها لك .
قال لا : فأنا الأمير وأريد أن آخذها منك عنوة وإلا وضعتك في السجن ، قال الصياد : إن لي أطفالا أخرج كل يوم من الصباح وأعود في المساء ، أبحث عن رزقهم ، لم يحرك كلام الصياد عند الأمير قلبا ولا شعورا ، وأخذ السمكة وانصرف بدون أن يدفع ثمنها .
عاد الصياد إلى بيته حزينا ، وحزنت الأسرة لما حدث .
توضأ الصياد وتوجه للقبلة ثم صلى ركعتين ، ورفع يديه إلى السماء يدعو على الأمير .
وعندما بدأ الأمير يأكل من السمكة الطازجة ، شاكته في أصبعه شوكة أوقعت فيه ضررا كبيرا ، وأصابته الغرغرينة ، مما اضطر الأطباء إلى قطع أصبع يده ، لكن الغرغرينة امتدت حتى كفة يده ، فاضطر الأطباء لقطعها ، ثم امتدت الغرغرينة حتى الرسغ ، واضطر الأطباء أيضا لقطع الرسغ ، ثم الكوع ، ثم الكتف كلها ، تذكر الأمير انه أخذ السمكة من الصياد عنوة ، وأنه ربما الذي أصابه كان بسبب ذلك .
أرسل الأمير للصياد ، فمثل الصياد أمامه ، سأل الأمير الصياد : لقد أخذتُ السمكة منك عنوة ، فماذا فعلت بعدها ؟
قال الصياد : ذهبت للبيت ، وتوضأت للصلاة ، ثم صليت ركعتين ، ورفعت يدي إلى السماء أشكوك إلى الله عز وجل .
قال الأمير ، وماذا قلت :
قال الصياد ، قلت ، اللهم إن هذا الأمير استعرض قوته عليّ ، وأنا عبدك الفقير الضعيف ، فاستعرض قوتك عليه يا جبار يا قهار .
قال الأمير : هل لك أن تسامحني وتأخذ ما تشاء من مالي ؟
قال الصياد : أنا فقير ولكن نفسي كريمة عزيزة ، لا أريد من مالك شيء ، وإني أسامحك لله تعالى .
شُفي الصياد من مرضه بإذن الله تعالى ، وبعد بضع سنين ، شاء القدر الإلهي أن يخطب الأمير بنت الصياد لابنه ، فقال الصياد للأمير : أنا رجل فقير ، وأنت أمير غني ، ويجب عليك أن تبحث عن فتاة لابنك من طبقة الأمراء والملوك .
ولكن قدر الله أقوى من كل شيء ، فقد تزوج ابن الأمير من بنت الصياد ، وأنجبت له طفلا .
كبر الطفل ، وأصبح شابا يستعد لأن يصبح أميرا من بعد والده الذي مات بعد أن أصبح ابنه رجلا يمكن الاعتماد عليه .
تربع الشاب الأمير ابن الأمير على الإمارة ، وقرب إلى قصره أمه وجده الصياد ، وأغدق عليهما المال الوفير ، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
انتهت القصة
عاش تراثنا الفلسطيني ويسلم لي القارئ يا رب
عاش تراثنا الفلسطيني ويسلم لي القارئ يا رب