طريقة النبي.. كيف كانت في مختلف المجالات الحياتية؟
طريقته في مجال الحياة الفردية والاجتماعية، وفي التعامل مع الزوجة والأولاد، وطريقته في السلم والحرب، والعلاقات الدولية، وطريقته في السلم والحرب، والعلاقات الدولية، وطريقته في الاقتصاد، ونظام الحكم، كل هذه تعتبر جزء من سنة النبي (صلّى الله عليه وآله) ويجب علينا أن نعرف السنة في هذه الموارد حتى نتمكن من تطبيقها واستنباط الأحكام والمواقف منها... أن سنة النبي حسب ما يقدر علماء الأصول تعني كل شخصية النبي (صلّى الله عليه وآله) وحياته، وكل حركة وسكنة وهمسة بل وحتى سكوته ونظرات عينيه ولفتاته، كل هذه الأجزاء الدقيقة والصامتة من سلوك النبي الخارجي تعتبر سنة فيقولون: بأن تقرير النبي حجة، تقرير النبي يعني مجرد سكوته على عمل شيء...إذا لاحظ النبي تصرفاً معيناً من شخص معين فإذا كان ذلك التصرف منافياً للإسلام فالمروض أن ينهى النبي عن هذا التصرف، وإن هذا العمل مسموح به شرعاً... فسكوت النبي يعطي شرعية لهذا العمل، أو ذاك التصرف، أذن كل حياة النبي بكل أبعادها هي جزء لا يتجزأ من رسالته ودعوته، جزء من الوحي، والملاحظ في شخصية النبي إنه كان ذائباً في رسالته، كان لا يمثل نفسه، وإنما كان يمثل دعوته، ويمثل المبدأ الذي يدعو إليه.
(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى).
أذن المفروض علينا هو البحث عن سنة النبي أي معرفة طريقته في الحياة وكل جوانب الحياة ـ هذه النقطة الأولى ـ.
الهدف الثاني: من دراستنا لسيرة النبي (صلّى الله عليه وآله) إن الإنسان بحاجة إلى قدوة وهناك كثير من النظريات الجيدة في الحياة وهناك كثير من المبادئ والفضائل والقيم والأخلاق، لكن قليلاً من الناس من يطبق المبادئ.
الكثير من الناس يعرف بأن الصدق واجب وأن الأمانة حسنة، وأن الوفاء خلق حسن، وأن الكذب سيئ وأن الخيانة والغدر وعدم الوفاء خلق رديء، لكن قليلاً من الناس تراه يصدق في كلامه... أو يعمل بالأمانة؟
فقليل من الناس يلتزم بهذه الأخلاق... لماذا؟
لأن مجرد النظريات الذهنية والأفكار الباردة لا تستقطب اهتمام الناس، ولا تؤثر على روح الإنسان ولا تجذبه إلى تطبيق المبادئ... والأخلاق، بل الإنسان بحاجة إلى القدوة إلى الرمز الذي يرمز إلى هذه الأخلاق والمبادئ، كثير من الناس يحب أن يلتزم بالأخلاق والفضائل والقيم... وهناك الكثير ممن يقول أريد أن أكون إنساناً فاضلاً، إنساناً كاملاً ناجحاً في الحياة، ولكن كيف؟ ومثل من؟ هذا السؤال يبقى بدون جواب في حياة الكثير من الناس.