لا يخفى على احد الأحداث والتغيرات والمآسي التي حصلت لشعب الفلسطيني
ولكن هذا ما تم التوصل اليه من البحث عن الطب في فلسطين خلال العقود الاخيره المتتاليه
الطب ما قبل 1948
الطب في فلسطين العربية قبل سنة 1948 كان بدائيا وغير منظم وأعتمد في مجمله على الجهود الفردية للعدد القليل من الأطباء الذين تواجدوا في حينها .
الخدمات الطبية كانت تقدم من قبل حكومة الانتداب البريطاني وكان يعمل القليل من الأطباء العرب في هذا المجال.
أكثرية الأطباء الفلسطينيين كان يعمل بصوره شخصية وفردية .
كانت هناك أيضا بضعة مستشفيات خاصة تابعة لأرساليات دينية عمل بها بعض ألأطباء الفلسطينيين والأجانب, مثالا على ذلك كل من مستشفى المطلع في القدس, المستشفى الأنجيلي في نابلس, المستشقى الفرنسي في القدس وبيت لحم ألخ....
على نقيض ذلك كانت هناك خدمات صحية منظمة, وذات مستوى عالي تقدمها بعض المؤسسات اليهودية مثل هداسا وشعاري تصيدق الخ... لم يكن باستطاعة الأطباء العرب منافسه هذه المؤسسات المنظمة والمدعومة عالميا . ولكن هذه الخدمات والمؤسسات كانت حافزا للاطباء الفلسطينيين للقيام بتنظيم شؤون مهنتهم وطريقة تقديم خدماتهم للمرضى الفلسطينيين على أتم وأحسن وجه .
من الأعمال الريادية الفردية التي يستوجب ذكرها , انه وحتى سنة 1912 لم يكن هناك عيادة طبية لطبيب فلسطيني في القدس وفي تلك السنه قام الدكتور توفيق كنعان ( احد الاطباء الاوائل والرياديين في مجال الطب في فلسطين ) بافتتاح أ ول عيادة في تلك السنة في حي المصرارة في القدس .
الحدث الريادي الثاني, انه في سنة 1934, قام الدكتور فؤاد اسماعيل الدجاني بتأسيس وتشغيل مستشفى الدجاني في يافا والذي ذاع صيته حينذاك , وما زال حتى الان .
المرحوم د فؤاد كان أول جراح فلسطيني يحصل على شهادة التخصص في الجراحة من بريطانيا -FRCS- سنة 1926 . بعد حصوله على التخصص عاد الى البلاد وعمل في عدة مناطق , انتقل بعدها ألى يافا وقام بتأسيس وتشغيل المستشفى سنة 1934.
لسؤ الحظ وخسارة للشعب الفلسطيني توفي الدكتور فؤاد سنة 1940 وهو في ريعان الشباب وكانت وفاته ناتجة عن اصابته بمكروبة قاتله بعد اجراء عملية لمريض كان يشكو من خراج Absess . ( المريض شفي ولكن الطبيب توفي ) لعدم تواجد أية مضادات حيوية أو أدوية فعاله في تلك الايام .
وبهذه المناسبة أرجو من الجميع تقدير ما كان يقوم به من سبقونا من الاطباء وأجلالهم لكيفية قيامهم بالواجبات الطبية والعلاجية دون تواجد الأدوية الفاعلة والفعالة, وبدون مضادات حيويه وادوية لعلاج الامراض المستعصيه , وبدون امكانيتهم الحصول على القليل من ألأجراءات المخبريه اوالتشخيصية.
برائي الشخصي والمتواضع , كانوا اكثر مهارة من الاطباء الحاليين في الأمور التشخيصية والطرق العلاجية السريرية, حيث الفحص اليدوي الدقيق وبأستعمال ابسط الادوات والمعدات , مثل اليدين والسماعه, مع تقديم الكثير من الراحة النفسية للمريض .
كما أود أن أشير الى أن أكثرية ألأدوية المستعملة كانت عبارة عن تركيبات وخلطات دقيقة ومعقدة, وكان الصيادلية يقومون بتركيب وخلط ألأدوية. كان دور الصيدلي حينذاك غير ما هو عليه ألآن وأكثر أهمية.
كما أود أن أنوه هنا ألى الأعتقاد السائد آنذاك بين المرضى, وبتشجيع ألأطباء, عن فعالية ولزوم أعطاء الحقن –ألأبر-. أذ كان عند المريض القناعة ألتامة بأنه لن يشفى بدون أن يحقن , بغض النظر عن محتوى الأبرة.
الجمعية الطبية العربية الفلسطينية ونشاطاتها
تم تأسيس الجمعية الطبية العربية الفلسطينية رسميا بتاريخ 4 آب 1944 . ( العلم)
كان ذلك تنفيذا لقرار تم اتخاذه خلال المؤتمر الطبي العربي الذي انعقد في حيفا سنة 1934 . ضمت هذه الجمعية , التي كان مركزها القدس , تحت لوائها جميع الجمعيات الطبية الفرعية القائمة في المدن الاخرى مثل يافا وحيفا ونابلس الخ .
بتاريخ 15/10/1944 تم أقرار دستور الجمعية ونظامها الداخلي وعقد في يافا اجتماع عام للجمعيات الطبية حضره في حينه اطباء فلسطين (عن القدس دكتور توفيق كنعان ودكتور فاهان قلبيان . ودكتور ابراهيم جورج , دكتور محمود طاهر الدجاني , وعن يافا دكتور زاهي حداد ودكتور شكري الخالدي والدكتور سعيد الدجاني وعن حيفا دكتور رشدي التميمي ودكتور جبرائيل ابيض ودكتور وديع نصر وعن نابلس دكتور واصف عبد الهادي ودكتور احمد سروري ودكتور تاج الدين عرفات .)
في هذا الاجتماع تم انتخاب أول لجنه تنفيذيه للجمعية العامة من الاطباء ( Slide )
دكتور توفيق كنعان رئيسا
دكتور شكري التميمي نائبا للرئيس
دكتور محمود طاهر الدجاني امينا للسر ومديرا للمكتب
دكتور سعيد الدجاني خازنا ( امينا للصندوق )
فور تأسيسها تم الأاتصال مع الجمعيات الطبية العربية والعالمية وحصلت على الاعتراف من الجمعيات العربية والجمعية الطبية العالمية وبقيت عضوا فاعلا في الجمعية العالمية حتى سنة 1949.
بلغ عدد الاطباء المسجلين في الجمعية 305 منهم 85 بالقدس, 60 في يافا , 65 في حيفا , 50 في نابلس , 25 في غزه , و 20 في عكا .
كما انه وبالعام ذاته ( 1945 ) عقدت الجمعيه اول مؤتمر طبي عام في القدس ( slide ) حضر المؤتمر أكثر من 400 طبيب ( الصورة تمثل حوالي 200) ومأخوذة أمام مبنى جمعية الشبان المسيحية بالقدس (YMCA )
اثبتت الجمعية فعاليتها منذ تأسيسها, أذ انه وفي شهر كانون أول 1945 أصدرت الجمعية العدد الاول من مجلة الجمعية الطبية العربية الفلسطينيه باللغتين العربية والانجليزية ( صور slides ) وتم أصدار ألمجلة شهريا وبانتظام حتى أواخر سنة 1948 .
هيئة تحرير المجله كانت مكونه من الاطباء :
دكتور توفيق كنعان
دكتور فاهان قلبيان
دكتور يوسف نجار
دكتور ابراهيم جورج
دكتور فوني فريج
دكتور محمود طاهر الدجاني كمحرر مسؤول
السنوات 1947 - 1948
مع زيادة تأزم الأوضاع وزيادة المخاطر خلال سنة 1947 وخاصة بعد اغتيال الدكتور ميخائيل معلوف والدكتور جبرا ناصر, وأصابة الدكتور راغب الخالدي بجراح اثناء تأدية الواجب الطبي, بادرت الجمعية الى انشاء وحدات تدريب للاسعاف الاولي وتنظيم مراكزللأ سعاف, والتدريب على ألأسعاف, في المدن والقرى وتقديم العون للمجاهدين والقيام بتأسيس الهلال الاحمر الفلسطيني , بداية كمؤسسة الهلال والصليب ألأحمر, ومن بعدها, وبعد الحصول على ألأعتراف الدولي, كمؤسسة الهلال ألأحمر .
تبين للاطباء في تلك الحقبة لزوم الحفاظ على المستشفيات الموجودة وأنشاء مستشفيات جديدة, خاصة وأن جميع الدلائل كانت تدل وبوضوح على أن البلاد سوف تتقسم .
تم في ذلك الحين التفاوض مع الخدمات الصحية التابعة لحكومة الانتداب والصليب الاحمر لكي تستلم الجمعية الطبية العربية الفلسطينية مسؤولية المستشفيات والمعالجات الطبية, في المدن التي لم يتوفر فيها بلديات عربية, لحين أن تتضح الامور .
قامت الجمعيه باستلام ادارة مستشفى الحكومه في حي المسكوبيه في القدس , ولكن تدهور الأوضاع أجبرها على نقل المستشفى الذي كان يرأسه الدكتور اسعد بشاره ويساعده دكتور ابراهيم طليل الى البلده القديمة وأصبح يعرف فيما بعد بمستشفى الهوسبيس والذي أداره لا حقا الدكتور توفيق كنعان قبل انتقاله الى مستشفى المطلع. بقي مستشفى الهوسبيس عاملا لحين اغلاقه من قبل دولة اسرائيل عام ( 1985 – 1986).
أسست الجمعية المستشفى الاهلي العربي في بيت صفافا وقام على ادارته والعمل به كل من الدكتور يوسف حجار والدكتور محمود الدجاني والدكتور أكرم نوري والدكتوره نهيل حبوب الدجاني .
عندما انسحب الجيش البريطاني في 15/05/1948 وتم أعلان أنشاء الدولة العبرية, ومع تخطيط الحدود الجديدة ,انقطع مستشفى بيت صفافا عن منطقة البقعة الفوقاء في القدس. مدخله أصبح داخل المنطقه اليهودية والابنية أصبحت على الجانب الآخر, وتقسم المستشفى كما تم تقسيم قرية بيت صفافا وتقسيم فلسطين .
بقي المستشفى يعمل , وتحت القصف المتواصل .
تمكن العاملون به, بعد الجهود البطولية, من فتح طريق ترابي خلفي كي يتم الاتصال مع بلدة بيت لحم وتمكنوا من جلب الحاجيات والمؤن .
في اواخر سنة 1948 تبين أن المستشفى الاهلي العربي في بيت صفافا لم يعد قادرا على مزاولة عمله في موضعه الحالي ولذلك تم نقله الى بيت جالا الى مقر مستشفى الامراض العقليه رقم ( 2) والمبني حاليا يشغله مستشفى الحسين .
في هذه الفترة ومع تسلم الجمعية مهام الخدمات الصحية في ما تبقى من فلسطين تحمل الدكتور محمود الدجاني مسؤولية أدارة الصحة في المنطقه واتخذت دائرة الخدمات الصحية مقرا لها في البيره وكان يسافر يوميا من بيت جالا الى البيره عن طريق دير ابن عبيد, الطويله والصعبة, والتي كانت تصل الى ابو ديس عن طريق بيت ساحور والعبيديه. بعدها تحسنت أوضاع الطرق وأصبح يسافر عن طريق وادي النار (التاريخ يعيد نفسه) ومن منجزات ادارة الصحة انشاء وادارة مستشفيات في رام الله واريحا ونابلس وجنين والخليل الخ ....
في اواخر سنة 1949 تم اقرار تأسيس وكالة الغوثUNRWA -- والتي بدأت العمل الفعلي بتاريخ 1-5- 1950. وقد قدمت وما زالت حتى يومنا هذا الخدمات الصحية والعلاجية وخاصة في مجال الرعاية الصحية الاولية, و ذلك لحين أن يتم حل قضية اللاجئين الفلسطينيين!!!
كما قامت ادارة الصحة بعمل ريادي سنة 1951-1950, اذ انشأت مزرعة للابقار المخصصة لانتاج امصال التطعيم وتم انتاج مصل التطعيم ضد الجدري ( Small Pox ) وتم استخدامه بنجاح وحصلت ادارة الصحة على ألثناء من الامم المتحده ( وكالة الغوث ) وبرنامج النقطه الرابعه الامريكيه التي تبرعت لهذا المشروع بمبلغ مائة الف دولار تم دفعها فعلا سنة 1950 .
بعد انفصال حيفا ويافا وعكا وغزه عن القدس وانقطاع التواصل تبين لاطباء الجمعية الطبية العربية الفلسطينية التي تمزقت أوصالها على وجوب الاستمرار بالعمل ولذلك وبتاريخ 30/03/1950 تم أعادة أنتخاب هيئه تنفيذيه جديدة من المجتمعين في القدس ونابلس وأصبحت الهيئة التنفيذية على النحو التالي :
الدكتور توفيق كنعان رئيسا
الدكتور احمد سروري نائبا للرئيس
الدكتور محمود طاهر الدجاني امينا للسر ومديرا للمكتب ومديرا للماليه
دكتور اكرم نوري مساعدا لامين السر العام
كما انضم كأعضاء كل من دكتور جودت تفاحه دكتور صلاح الدين عنبتاوي دكتور جورج فرح ودكتور يعقوب نزهه .
في تلك الاوقات الصعبة تم عقد لقاءات ومؤتمرات محليه اذكر منها المؤتمر الذي عقد في المستشفى الاهلي العربي في بيت جالا سنة 1951
بعد وحدة الضفتين سنه 1950 تحول مكتب خدمات ادارة الصحة في البيره الى ملاك وزارة الصحة الاردنية وبقي الدكتور محمود الدجاني يعمل في نفس المنصب وتم ترقيته فيما بعد ليصبح وكيلا لوزارة الصحه الاردنيه .
في تلك الاثناء واظب الاطباء في اللجنة التنفيذية المنتخبة سنة 1950 العمل على تأسيسي ما أصبح يعرف لاحقا " بنقابة الاطباء " التي تأسست فعليا سنة 1945 وكان اول لجنه تنفيذيه لها :
دكتور احمد سروري نقيبا
دكتور اسعد بشاره نائبا للنقيب
دكتور محمود طاهر الدجاني امينا للسر
دكتور منير موسى امينا للصندوق
_________________________________________
بحث الدكتور د.محمد أمين الدجاني
بحث الدكتور د.محمد أمين الدجاني