السياحة في المغرب.. مكانة متقدمة ومستقبل واعد
يحتل المغرب مكانة متقدمة على خريطة السياحة العالمية، ويراهن في أفق العام 2010م على استقطاب عشرة ملايين سائح. وقليلة هي البلدان التي تحظى بمثل ما يحظى به المغرب من تنوع في المناخ الرائع الذي يمنح السائح فرص الاستجمام والمتعة والسياحة في أكثر من فضاء.
والمعروف أنه يقع على واجهتين بحريتين من حوض البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وشواطئه الجميلة الممتدة على طول 3500 كم توفر للزائر إمكانية ممارسة هواياته في السباحة والنزهة وصيد الأسماك.
وجبال أطلس المغربية التي يصل ارتفاع بعض قممها أكثر من 3000 متر تهيئ للسائح أيضا رؤية غابات الصنوبر والبلوط والأرز والمحطات الجبلية العليا المكسوة بالثلوج ناصعة البياض.
إضافة إلى هذا التنوع الفريد تتوافر الحمامات المعدنية العلاجية المشهورة في المغرب منذ زمن بعيد ويتربع على قمة هذه الثروة السياحية توافر الآثار في المدن العتيقة.
وهذا دليل إضافي على أصالة الحضارة المغربية، فمن خلال مناراتها وأسوارها ومساجدها وقصورها ستقف على أروع صفحات التاريخ المغربي الإسلامي كمدينة فاس التي تحتضن أول جامعة في العالم وهي جامعة القرويين، وكذلك مدينة الرباط العاصمة الإدارية للمغرب والمشهورة بمعالمها التاريخية المتنوعة منذ عهود غابرة تعكس أمجاد الحضارات الرومانية والفينيقية والإسلامية.
والمغرب عالم واسع يمتزج فيه الواقع بالأساطير، وتعيش على مشارف مدائنه وبين جدرانها العصرية عادات وتقاليد لها نكهات مميزة أكثر تميزا من رائحة الشاي المغربي المعطر بالنعناع الذي يعبق في أرجاء المملكة.
الموقع: تقع في الركن الشمالي الغربي من قارة أفريقيا وتطل على البحر المتوسط شمالا والمحيط الأطلسي غربا. يفصلها عن إسبانيا مضيق جبل طارق ولها حدود مشتركة مع الجزائر وموريتانيا وهي واقعة بين خطي عرض 24 و36 شمالا وبين خطي الطول 2 و11 غربا.
العاصمة: الرباط.
المساحة: 710.850 كم مربع.
المدن الرئيسة: الدار البيضاء وفاس ومراكش ومكناس وطنجة.
اللغة: العربية (الرسمية) والبربرية والفرنسية والإسبانية.
الرمز الكودي:MA.
عدد السكان: 31.1 مليون نسمة (2002م).
يوم الاستقلال: 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 1955.
الكهرباء: 110 /220 فولت.
اليوم الوطني: 30 يوليو/ تموز (عيد العرش).
التوقيت:GMT.
هاتف دولي: 00212.
العملة: درهم مغربي = 0.094 دولار والدرهم يساوي 100 سنتيم.
الموارد الطبيعية: الفوسفات (والمغرب هو الأول عالميا في إنتاجه) والحمضيات والأسماك والسردين والزيوت والتمر والزراعة والمواشي ومناجم الفحم والرصاص والحديد والفضة والنحاس.
المطارات: الدار البيضاء (أنفا ومحمد الخامس) والرباط وسلا وطنجة وفاس وجدة والحسيمة ومراكش وأغادير وورزازات والعيون.
متطلبات الدخول إلى البلاد: جواز سفر ساري المفعول، وضرورة الحصول على تأشيرة للدخول عن طريق السفارات والقنصليات المغربية الموجودة في جميع أنحاء العالم. إلا أن هناك بعض الدول المعينة يمكن لرعاياها الدخول إلى المغرب من دون تأشيرة مسبقة.
ساعات العمل: من الساعة 8ص- 12ظـ ومن الساعة 2.30ظـ إلى 6.30م. والعطلة الأسبوعية السبت والأحد.
المناخ: يتميز الساحل المغربي بمناخ البحر الأبيض المتوسط الدافئ ويعتدل على الساحل الشرقي، أما المناطق الداخلية فيسود فيها مناخ قاري أكثر حرارة وجفافا، وفي جنوب البلاد يسود جو حار وجاف طوال معظم أيام السنة، وأشد ما يكون الليل برودة في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني، وتسقط الأمطار من نوفمبر/ تشرين الثاني الى مارس/ آذار في المناطق الساحلية. ويكون المناخ جافا في معظمه مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، أما الجبال فيسودها مناخ أكثر برودة.
الجغرافيا والتاريخ
نبذة جغرافية
يقع المغرب في أقصى شمال أفريقيا، ويحده الجزائر من الشرق بحوالي 1600 كم، وموريتانيا بحدود طولها 1561 كم، وتستولي إسبانيا على مدينتي سبتة ومليلة القريبتين من الشاطئ الأوروبي.
ويملك المغرب خصائص جغرافية متنوعة، وفيه سلسلة جبال تنتهي بسهول محاذية للصحراء، والمغرب هو أكثر البلدان مطرا في شمال أفريقيا، وتكون جبال الأطلس مقرا حقيقيا للمياه، تتخلل سطح الجنوب أنهار عديدة أهمها: أم الربيع وبورقراق وسبو وتانسفت ودرعة، ومعظمها يصب في المحيط الأطلسي.
نبذة تاريخية
تقع المملكة المغربية في أقصى العالم القديم وتنفصل عن أوروبا بالبحر المتوسط، وعن أفريقيا بسلاسل جبال أطلس والصحراء.
والمعروف أن تاريخ المغرب موغل في القدم حيث تشير النقوش الحجرية في الصحراء إلى ما قبل التاريخ وإلى حقب تاريخية مختلفة ما يدل على انفتاح المغرب منذ القدم على الخارج، وعلى أنه ملتقى للحضارات عبر العصور.
وبدأ الفتح الإسلامي لبلاد المغرب عام 643م (22هـ)، وبعد أكثر من عقدين عين عقبة بن نافع واليا عليها فأسس مدينة القيروان وتوغل في المغرب حتى بلغ المحيط الأطلسي، وواصل المغاربة بعدئذ الدور ففتحوا الأندلس تحت قيادة طارق بن زياد، وأسسوا إمارات مستقلة حتى استتب الأمر عام 788م بتأسيس دولة الأدارسة ثم المرابطين فالموحدين فالمرينيين فالوطاسيين فالسعديين فالسلالة العلوية الحالية.
تقع المملكة المغربية في أقصى العالم القديم وتنفصل عن أوروبا بالبحر المتوسط، وعن أفريقيا بسلاسل جبال أطلس والصحراء.
والمعروف أن تاريخ المغرب موغل في القدم حيث تشير النقوش الحجرية في الصحراء إلى ما قبل التاريخ وإلى حقب تاريخية مختلفة ما يدل على انفتاح المغرب منذ القدم على الخارج، وعلى أنه ملتقى للحضارات عبر العصور.
وبدأ الفتح الإسلامي لبلاد المغرب عام 643م (22هـ)، وبعد أكثر من عقدين عين عقبة بن نافع واليا عليها فأسس مدينة القيروان وتوغل في المغرب حتى بلغ المحيط الأطلسي، وواصل المغاربة بعدئذ الدور ففتحوا الأندلس تحت قيادة طارق بن زياد، وأسسوا إمارات مستقلة حتى استتب الأمر عام 788م بتأسيس دولة الأدارسة ثم المرابطين فالموحدين فالمرينيين فالوطاسيين فالسعديين فالسلالة العلوية الحالية.
وفي العام 1906 فرضت الحماية الأجنبية على المغرب بموجب معاهدة الجزيرة الخضراء وشهد المغرب ثورة عبدالكريم الخطابي ضد المستعمرين الفرنسيين عام 1921 وفي اليوم الثاني من مارس/ آذار 1956 أعلن استقلال المغرب فيما عدا مدينتي سبتة ومليلة على ساحل المتوسط واللتين مازالتا خاضعتين للحكم الإسباني.
التركيز على السياحة العربية البينية
ويعد استقطاب السياح العرب واحدا من الأهداف التي تتركز حولها الخطة السياحية في المغرب، وتم وضع إستراتيجية عربية لتنشيط السياحة البينية العربية لزيادة أعداد السياح العرب فقد وصل حوالي 169 ألف سائح من الخليج عام 2000 منهم 50% من السعودية بما يعادل 30 ألف سائح ومن مصر 12 ألف سائح ومن الأردن وغيرها من الدول العربية.
ورغم هذا لا تتجاوز نسبة السياح العرب للمغرب 6% ويقدر عددهم بنحو 100 ألف سائح، وهو رقم لا يتماشى مع طموحات المغرب، خاصة بالنسبة للقادمين من الخليج، ما دعا لتكثيف الجهود وتنشيط الترويج للمغرب عبر المشاركة في المعارض السياحية المتخصصة التي تعقد في دول مجلس التعاون، خاصة معرض سوق السفر العربي (الملتقى) وتوجيه دعوات للصحفيين لزيارة المغرب التي تولي أهمية كبرى للسائح العربي والخليجي خاصة، فهو الأطول مكثا والأكثر إنفاقا، فهو يأتي في المرتبة الثانية عالميا بعد السائح الياباني في الإنفاق.
ومما لا شك فيه أن السياحة العربية البينية هي البديل والحل لتعويض المغرب عما لحق به من آثار 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وتسعى فعاليات القطاع السياحي في المغرب لتركيز اهتمام المستثمرين العرب على بناء الشقق السياحية وإقامات لاستقبال الأسر العربية التي تريد قضاء فترات سياحية في المغرب، والمناخ الاستثماري الذي يوفره المغرب للستثمرين العرب من إعطاء أراض للمستثمرين بنصف السعر من قبل الدولة، إضافة للإعفاءات الجمركية من الضرائب، فضلا عن المكانة البارزة للعلاقات الأخوية والروابط المتينة التي تجمع المغرب بأشقائه العرب والإرث الديني واللغوي الثقافي والاجتماعي المشترك.
وهناك تصورات مستقبلية لدى الفاعلين في هذا القطاع مع تعزيز مندوبيات المكتب الوطني المغربي للسياحة.
مهرجانات ومواسم
تنظم في المغرب العديد من المهرجانات والمواسم الثقافية بمختلف المدن المغربية وعلى مدار السنة، فإضافة إلى مهرجان أصيلة يوجد مهرجان الرباط الذي يستمر 40 يوما وذلك خلال شهر يونيو/ حزيران ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس، وينظم في مايو/ أيار وموسم الخطوبة بأملشين وينظم في سبتمبر/ أيلول وموسم حب الملوك بصفرو حيث تختار ملكة جمال حب الملوك، ومهرجان عبيدة الرما بخريبكة، ومهرجان الفنون الشعبية، والمهرجان الدولي للسينما بمراكش، ومهرجان أغادير للموسيقى العربية وغيرها.
بحلول العام 2010 يسعى المغرب لاستقبال 10 ملايين سائح، وسجلت السياحة في المغرب انخفاضا في الإيرادات بلغ 43% في مطلع العام 2002 بسبب آثار أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة وبلغت إيرادات السياحة في الشهر الأول من ذلك العام 102 مليون دولار مقارنة بنفس الفترة من عام 2001 حيث بلغت الإيرادات نحو 179 مليون دولار.
ويعمل في صناعة السياحة المغربية نحو 620 ألف شخص، وكانت هذه الصناعة قد شهدت تطورا ملموسا في العامين اللذين سبقا 11 سبتمبر/ أيلول 2001، ففي العام 2000 زادت إيرادات السياحة 28% ووصلت إلى 8.26 مليار درهم (2.38 مليار دولار) غير أن المغرب يهدف إلى استقبال عشرة ملايين سائح سنويا بحلول العام 2010 من حوالي 2.4 مليون سائح في العام الماضي.
ويحاول المغرب تقليل الآثار السلبية التي تركتها أحداث سبتمبر/ أيلول 2001 بالاستمرار في المزيد من المشروعات، فقد بدأ العمل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2002 تطوير مواقع لبناء 36 فندقا بها نحو 7000 غرفة في مراكش وهو استثمار يتكلف 6.44 مليار درهم إلى جانب بعض المشاريع للعديد من المستثمرين.
وقد يكون المغرب أقل ضررا من الوضع السيئ للسياحة في العالم نظرا للاعتدال الذي يميزه.
وقد شرع المكتب المغربي للسياحة في تحديد أبرز ملامح خطة الطوارئ لمواجهة الأزمة الحالية، فالمغرب يمكنه أن يجتذب ما بين 5 و6 ملايين سائح دون الأخذ في الاعتبار السياحة الحدودية، التي يمكنها أن تغير إلى حد ما تشكيلة السياحة واستقطاب ما يقدر بحوالي مليوني سائح زيادة على سياحة المغاربة الموجودين في الخارج والقيام بحملات دعاية مدروسة مع إعطاء الأولوية لجميع أصناف السياحة.
يتبع